الاثنين، ٣ مايو ٢٠١٠

قصة أحمد


الأب طيب القلب، متقلب المزاج، عصبي، تربي في بيت تحكمه نساء قويات وأب يغيب لفترات

تعليق 1: كثيراً ما يكون غياب الذكورة عنصراً متوارثاً في المنظومة الأسرية فالأب الذي لم تكن له علاقة
بوالده من الصعب أن يقيم علاقة بابنه وهكذا تتناقص الذكورة في النظام الأسري حتى تؤدي في أحد الأجيال إلى نشوء الجنسية المثلية.
الأم حساسة، مرحة، متدينة، تربت في منزل مفعم بالحب من الجد والجدة، وقصر به البيانو ومدرس اللغة الفرنسية، لا تعرف فن إدارة المنزل و جدة تعيش بالمنزل دائما تخبرني قصص عن الوالد في الطفولة .. وعصبية أبي علي أمي.

تعليق 2: في مقابل الذكورة الضعيفة، نجد في أسرة المنشأ لدى أصحاب الميول المثلية، الأنوثة القوية والجذابة والحنونة في صورة الأم
والجدة والخالات والأخوات وغيرهما. بالإضافة إلى شيوع ثقافة "كره واحتقار الذكورة" بين هذا المجتمع الأنثوي والتي تنتقل للأولاد الذين
يتربون في هذا الوسط المشبع بالأنوثة.

أنا الأصغر في المنزل كما يقال عني، أشقر فتي جميل ، منذ أن ولدت وأنا أحب أبي، أبي فقط. انتظره لأنام بجانبه وأدفئ له ظهره بظهري كما يطلب مني طوال الليل ..دائما ما انتظره .. عندما يسافر يعود ليجدني اقفز درجات السلم كلها لأصل إليه لأحتضنه ولا أخجل .. أمضيت سنوات عمري الأولي بجانبه حتى بدأ يخسر في عمله ...مرض أختي المزمن يظهر يحتاج لعناية ومصاريف .. بدأ بزيادة العراك مع أمي ويضربها كثيرا يظن انها السبب لما يحدث له وبدأ يفضل أخي الأكبر عن الكل .. مع أني أحب أخي بدأت أشعر بالغيرة تجاهه.

تعليق 3: بسبب بعض الظروف التي لم يستطع الأب التعامل معها هبت رياح قوية على الأسرة مزقت الرابطة التي كانت بين أحمد وأبيه
قبل أن تؤدي هذه الرابطة إلى تأصيل الذكورة في أحمد. فجأة أصبح "بابا" (الذكورة) ليس رمزاً للحب والحنان والدفء بل للكراهية والعنف
والتفرقة في المعاملة.


وجدتني في يوم وليله بين أحضان عامل لدينا في المحل. أنا وأختي نصعد السلم يحاول أن يغتصب أحد فينا .. أختي تسرع لأعلي وأنا أظل واقفا ً لا أفهم. وتتوالي الأيام. منذ سن السادسة وأنا يتم استهلاكي ولا أعلم. لم يكن اعتداء ولا ضرب كانت أحضان وكان شعور غريب يحدث ولا أفهم (لم يحدث هتك عرض ). وبدأت اكره أبي. بدأ يخيفني. يضربني. أسمع صوته فأجري. أدعو الله أن لا يعرف ما أفعله فالعامل يناديني سرا ً .. إذا فهذا خطأ .


تعليق 4: الاستغلال الجنسي يؤكد على عدة أشياء: الذكورة معتدية مستغلة، الطريقة الوحيدة للارتباط بالذكور هي الجنس. كما أن
الطفل دائماً ما يشعر بالذنب وبأنه مسئول ومخطئ وليس مُعتدىً عليه. فيشعر أنه يريد ذلك ويحبه مع أنهه لا يريده. هو يريد العودة
لحضن الأب الذي افتقده لكن هذا يحدث بطريقة جنسية. قد يشعر ببعض اللذة الجنسية فيألف هذه الممارسة. وهكذا يرتبط في عقله
الحنان والحب الذكوري بالجنس المثلي. بالنسبة للأولاد الغيريين يرتبط الحنان والحب الذكوري بالحنان الأبوي والصداقة واللعب معاً
والمتعة معاً. هذا لم يحصل عليه الأطفال المثليون كل ما حصلوا عليه من حب ذكري كان جنسياً. أما فيما عدا الجنس لم يكونوا يحصلوا
من الذكور إلا على الضرب والإهانة والسخرية.


بدأ أبي يرغمني علي النوم بجانبه ولا لأأرغب .. وعندما أنام أجده مع أمي (......) أغير عليها كثيرا و أكرهه أكتر ..انتقلت أمي لحجرة أخري في المنزل لتبقي فيها .. هي الاخري ابتعدت عنه .. وأنا معها .. نمت بجوارها هي وأختي .. تربينا معا ً وذكرياتنا معاً. إخوتي ازدادوا بي ضربا ً .. وأنا وأختي بدأت ذكريات الطفولة تتكون مع بنات عماتي كلهم وابن عمتي الوحيد هو ايضا.


تعليق5: انفصلت الرابطة مع الأب وتوثقت مع الأم. الأطفال عندما يرون الجنس بين البالغين يعتبرونه عنفاً وهذا يؤصل فكرة أن ممارسة
الرجل الجنس مع امرأة عنف وقسوة. فيكون لسان حال الولد المثلي. "لن أفعل بامرأة هذا الشيء الفظيع الذي كان يفعله أبي مع أمي"
خاصة إذا كان يتم رغم عن رغبة الأم. مما يؤكد ذلك أن الأم انتقلت لغرفة أخرى مع البنات والولد الذي تم عزله تماماً عن الذكورة! و
هاهم الأخوة الذكور الآخرين يكملون الصورة فيضطهدوا هذا الفتى الرقيق الذي لا يجد إلا في الإناث الملاذ فيرتبط بهن.


حتي كبرت بعض الشئ .. وانا مع نفس العامل .. نلتقي كل يوم سرا ً .. وبدأت خالتي تغدق علي أموالا كثيرة. وكما قال المثل. المال السايب يعلم السرقه فكنت اسرق توكة شعر، مشط، فلوس علشان اشتري ميكي وسمي، وعلم ابي اني سرقت وضربني ضربا لا يتصوره عقل، وبدأت افصل نفسي تماما عن هذا الشخص. وانتقلت من مدرسة الراهبات الخاصة لمدرسة حكومية. و بدأ الويل. كانو يلقبوني باسم فتاة. دائما يقولوا لي "إنتي" وليس "إنتَ. بدأت التحرشات تزيد. كنت أرد عليهم بمهارتي داخل الفصل. كنت من الناجحين. وأشارك نجاحي بنات عماتي وأختي. وصديق منطوي مثلي كان معي بنفس المدرسة السابقة. وكنت انجذب كثيرا لمن أجدهم أقوياء الشخصية بيهزروا مع بعض بطريقة غريبة. وأنا معرفش. لا العب كورة ولا أقول نكت. أنا أعرف أهزر بس مع بنات العيلة وصاحبي اللي طلع عنده نفس الميول والغريب، أخته صاحبة أختي.


تعليق 6: بدأت تكتمل الصورة ويتخذ أحمد الشخصية الأنثوية وتصبح الذكورة أمر غريب وغامض ومختلف. والمختلف جذاب! بدأ أحمد
ينجذب لما ليس فيه من صفات الذكورة كما تنجذب البنات للأولاد. لقوة الشخصية ولكبر حجم الجسد والدم الخفيف والقدرة على إلقاء
النكات دون الضحك. باختصار بدأ ينجذب كما تنجذب الإناث لما يسمى "تُقل"الولاد. هل تذكرون الأغنية " يا واد يا تقيل!"



خرج العامل من المحل وتوقفت الممارسات. وبدأت في اشتياق. كنت أريد ان أفعلها مع أي أحد .. حتي تمت مع ابن عمتي الوحيد. للأسف. وبدأت أكبر مع زميلي المنطوي بالمدرسة وبدأنا نتعرف مع بعض وأصرح له بالتحرشات التي تحدث لي في الشارع وأنا معجب بها وهو يندهش ويطلب مني المزيد من الحكايات وبدأيحكي عن تحرشات حدثت له واجتمعنا بصديق ثالث مهتم بالحاجات دي، ومحدش عارف اني بمارس حاجة و اجتتمعنا برابع، وأصبحنا شله كاملة عندها نفس المعاناة.


تعليق 7: بداية تكوين المجتمع المثلي الصغير.


للأسف وكوَّنّا دائرة، ونحن في جامعاتنا المختلفة، نتعلق بهذا ونحب هذا من طرف واحد ونحدث بعضنا البعض. حياة مثلية كاملة. إلي أن دخلت في اعتمادية كاملة علي صديقي. أينما يقول لي أن أذهب أذهب. وهو يرسم لي حياتي ويختار لي ما ألبس و ما أشرب و ما آكل. وكثرت علاقاتي الاعتمادية والخيالات والانجذاب بتلك الفترة. وزادت العادة السرية فوق الطبيعي ... لم استطع أن أوقفها أبدا أبدا! وبدأت حياتي بالاختناق من أنا؟ لماذا هذا الضياع والذل؟ لماذا هذا الاستغلال وعندما قررت الابتعاد عن هذه الصحبة. كيف وهو كل ذكرياتي وكياني؟ دخلت الجيش وتعرفت علي كثيرين. وبدات بفرض شخصيتي المعتادة. المرح والرقص وتقبل ان الآخرين يرونني كفتاة و"يهزروا" معي نفس هذا "الهزار"، حتي همس لي شخص في أذني: " لماذا دائما في الهزار تضع نفسك مكان الأنثى والاخرون رجال؟ى أين أنت؟ أنا خائف عليك؟ وحضنني حضناً لم ولن أنساه طوال عمري. حضن نقي نظيف بلا مقابل. بلا جنس.


تعليق8: تحدث الرغبة في التعافي غالباً عندما يحدث شيئين: الأول هو المعاناة في الحياة المثلية والثاني: هو الحصول على حب ذكري
غير جنسي.


و تعرفت على أحد الأطباء خلال تلك الفترة من علي النت. كنت اهرب من الجيش لأزور العيادة. لأول مرة أجد شخصا غريباً. لا استطيع اختراق عقله فعلاً. هل أنت جاد؟ هل استطيع الشفاء؟ وتعرفت علي من سبقني في مسيرة التعافي. حسن ثم شكري. تعرفت عليهم وأنا في منتهى الشك في صدق ما يقولون وفي إمكانية النجاح. ضمني الطبيب لمجموعة المساندة. ووجدت الفرق! وجدت الفرق بين أصحاب هدفهم الوحيد المثلية و أصحاب هدفهم الوحيد هو التعافي والتغيير. وجدت جرأة في التعبير عن المشاعر (حتى الانجذابات الجنسية) نعم كنا إذا شعر أحدنا بانجذاب جنسي تجاه الآخر يخبره أمام الجميع والوجه محمر موشك على الانفجار والعجيب أن الانجذاب عندما نتكلم عنه ونستبدله بالحب غير الجنسي، يختفي! وجدت حب غير مشروط حقيقي وصداقة لا تعتمد غعلى أي استغلال مادي أو جنسي أو معنوي من أي نوع! وعرفت عن السلم! سلم التعافي والتبطيل. وبعد وقت قررت أن أبدأ بصعود السلم. هاطلع درجة درجة وأقوم وأقع ثم أقوم مرة أخرى. أحارب الإساءلات والانجذابات. بدأت في المجموعة أسمع وأنصت وأتعلم وأطبق. أشكر الله، و أصلي و أبكي له ليعينني فهو القوي. أتكلم بجرأة عما يواجهني من تحديات ومصاعب. أجد الحل في مجموعة المساندة. الكل يريدني أن أصعد على السلم ونصعد معاً.


تعليق 9: يمثل مجتمع التعافي المجتمع الذكوري البديل الذي يقدم الحب والقبول بشكل غير جنسي (ما كان ينبغي أن يحدث في
الطفولة وقبل البلوغ، أي قبل الجنس) وفي نفس الوقت يحث على التوقف عن الممارسات الجنسية كلها بالفعل وحتى بالخيال وفضح
الانجذابات أولاً بأول. في هذا المجتمع تتم دائماً ثلاث ممارسات أساسية للتعافي وهي:
• التبطيل
• التواصل مع النفس (المشاعر والذكريات والجروح من كل نوع والتواصل مع الجسد بصور غير جنسية)
• التواصل مع الآخرين (من مثليين متعافين وغيريين غير مصابين بكراهية المثليين)


وجاءت اللحظة الصعبة وهي لحظة الاعتراف لصديق غيري بميولي المثلية وبمشوار التعافي. هل سيقبلني؟ أم سيرفضني؟ أم ماذا؟ سئمت الاستغلال والانتهاك. معقول أسلمه سرّي بإيدي؟ وحينما قلت له، سكت... وفي اليوم الثاني أجده يقابلني وعيناه محمرتان من السهر والحزن عليّ. يحلف لي أنه يحبني وسوف يقف بجانبي مهما كلفه الأمر. بعدها تقدمت بشدة في التعافي. بدأت أشكو له حالي في أي وقت. وبعد ذلك قلت لشخص آخر معي في الجيش وتقبلني كأخ. حققوا لي الحب الحقيقي. حب بلا اعتمادية وبلا رومانسية، بلا جنس. بلا ذُل واستغلال. حب رجلال لرجال. عاملوني كرجل. كشخص صغير، لكن من الممكن أن يكبر نصحوني في أذنيّ بلطف. يتصلون بي دائماً ويطمئنون عليّ. عملت سنة تبطيل واحتفلت مع المجموعة (وسنة التبطيل دي يعني تبطيل خالص، ولا حتى عادة سرية!) لم أكن أحلم أبداً أن أكمل هذه المدة متوقفاً تماماً!


تعليق 10: الدواء المرّ ولكنه الأكثر فعالية هو الخروج للنور مع الغيريين لكي يختبر صاحب الميول المثلية القبول غير المشروط الكامل
من أشخاص غيريين يعرفون بميوله المثلية ويحبونه ويحترمونه ويعاملونه كما يعاملون غيره من الغيريين، فيبدأ يثق في نفسه وفي ذكورته
ويحصل على الارتباط المفقود بالذكور وتعاود ذكورته النمو.


واشتغلت في مجال الطفل. أحمي حقه و أتكلم بعلو الصوت عما يواجهه الأطفال من إهمال. لازم أساعد زمايلي. لازم يحسوا "حلاوة" التعافي والاطمئنان اللي أنا فيها. حسّيت بقوة وثقة بالنفس، أتمنى إن كل أطفال العالم يحسوها. الرسالة لازم توصل احمي حقه ... أتكلم بعلو الصوت عما يواجهونه من إهمال ... لازم أساعد زمايلي .. لازم يحسوا حلاوة التعافي والاطمئنان اللي انا فيها. حاولت أن أهمس لأصحابي القدامى في آذانهم بما أمر به من تغيير حقيقي. عبروا لي بصراحة أنهم غير مستعدين للتغيير، تركتهم ومضيت فعندي ماينتظرني من تحديّات لأواجهها وأقهرها باذن الله.

السبت، ١٠ أبريل ٢٠١٠

خطاب رامي لحنان . قصة حقيقية


حبيبتي حنان
في هذه الرسالة سأشاركك بالجزء الأكثر سواداً وألماً من حياتي ... لا أعلم من أين أتت الشجاعة حتى أقوم بذلك في هذا الوقت ... ربما أتتني الشجاعة من يقيني الكامل من حبك ... وبالرغم من ذلك فأنا خائف لأن ما سأقوله ليس بالسهل.
قبل أن أبدأ أريد أن أخبرك أنك أول بنت تعرف بما حدث ... وأشكر الله لأنه أعطاني الشجاعة لمشاركة الكثير ممن أحب كوجدي  وجون ونادر وحبيب والقس سامح والدكتور أوسم وصديقي ديفيد وأخيرأ سمعان وأيمن مسعد وموسى وتامر عياد وسامي مجدي وقد كان لكل واحد من هؤلاء دور مختلف في مشواري.
تعليق 1:
من يتعافون بشكل جيد وسريع وتنمو لديهم ذكورة نفسية بسرعة وينجذبون للجنس الآخر هم من كونوا شبكة كبيرة من العلاقات مع ذكور غيريين من نفس السن ومن سن أكبر (علاقات أبوية) ومن علاقات مع مهنيين (أطباء ومعالجين) وقادة دينين وأشخاص عاديين.

(لم أرغب بمشاركة ريمون لأنني أريد أن أخبرك بنفسي ولا أريد أن يصلك الموضوع بأي طريقة).
اسمحي لي أن أسرق طريقتك في الرواية لأنها أعجبتني كثيراً.
القصة يا حنان  بدأت مع الطفل رامي  الذي كان عمره لم يتجاوز الأشهر ... حينها كان يبكي بطريقة مستمرة في الليل. لا أعلم ماذا كان يحتاج ... ولكنه لم يكن مرتاحاً ... أتساءل ماهي أحسن طريقة للتعامل مع هذا؟ ربما الاحتضان؟ ربما القبل؟  ربما الغناء بصوت خافت؟؟؟ اه لقد نسيت فطريقة جون والد رامي  كانت مختلفة للتعامل مع الموقف. لقد قام برمي رامي  ذي الأشهر القليلة من سرير إلى سرير بكل غضب وعصبية..  وهكذا سكت رامي ! وربما كان الدرس الأول له بأن الحياة سترميه كثيراً .. وأن الأحضان والقبل ليست بالمتناول.
تعليق 2:
الطفل المعرض للمثلية طفل حساس احتياجه للحب والتلامس أكبر من المعتاد.
سكت رامي (الانفصال الدفاعي) defensive detachment  وفقدان الأمان الأساسي basic trust  (الحياة سترميه كثيراً والاحضان والقبل ليست بالمتناول) ... ربما فقط في الجنس!
بدأ رامي  يكبر. وبدأ يكبر احتياجه العميق للحب الذي ربما نبع من شخصيته الحساسة جداً. وفي كل مرة كان يشعر بجوع للحب كان يأكل بدل منها وجبة دسمة من التأنيب أو الضرب. بالنسبة لجون إنها الطريقة الوحيدة حتى يكبر رامي  بطريقة صحيحة ومهذبة.
أخيراً تكلم رامي . ولكن؟؟ ماذا يحدث؟؟ ياه!! لقد تحولت السنوات الأولى من حياته المليئة بالتوتر إلى تأتأة ... رامي  يتأتئ! وما الحل؟؟؟ مرة أخرى نجد الحلول عند جون ... فهاهو يقولـ تكلم ببطء!(بصيغة مليئة بالغضب) .... أو .. احكي شوي شوي مين لاحقك بعصا ... كل شيء طبعاً إلا الحب...
ومازاد الأمر سوءاً هو سخرية أصدقاء المدرسة ... التي زادت شعور رامي  أنه لا يجب أن يتكلم.. كلامه غير مقبول.. إنه لا يجيد الكلام!

تعليق 3:
السخرية من الأقران والاضطهاد من الأخ الأكبر عامل متكرر في قصص تكون الميول المثلية

قصة رامي  لم تبدأ بعد يا حنان .. فكل ما سبق كان مقدمة للمصيبة ... كل ما سبق جعل رامي  منفصلاً عاطفياً وبشكل كامل عن أبيه جون ... ولكن من أين سيأكل؟؟؟ أين وجبة الحب؟؟؟  إنها موجودة ... مريم والدة رامي  و جميلة جدته هما العنصران الجديدان في قصتنا .. فهاتين كانتا المصدرين الذين قدمتا لرامي  الوجبة المغشوشة من الحب...
لماذا مغشوشة؟؟؟ مغشوشة لأن احتياج الصبي رامي  كان لوجبة الحب الذكورية من أب يحبه ويحتضنه ويلعب معه كصبي .. كذكر ... كرجل صغير... ولكن هذا لم يحدث ... وعوضاً عن ذلك جلس رامي  مع أمه وجدته وخالاته وأصدقاء جدته طوال الوقت ... وبدأ يستمتع بأحاديثهم ... ويألف طريقتهم ... ويستأنس بصحبتهم .

تعليق 4 :
بالضبط! عندما يتعامل الأب مع ولده الصغير على أنه رجل صغير (مشروع رجل) يبدا مشروع تكون الذكورة النفسية لدى الطفل والابتعاد عن الأم وعن الأنوثة (هذا الابتعاد يهيئ المسرح فيما بعد لنمو الميول نحو الإناث).

وامتزجت حساسية رامي  الوراثية مع بيئة رامي  المريضة المكتسبة ... تآمر الوراثي مع المكتسب لتدمير هذا الطفل الذي بدأ ينضج ويبلغ ويراهق ... وما ساعد المؤامرة هم أصدقاء المدرسة الغالين .... فالآن لديهم شيء آخر غير التأتأة ...ـ أنت ناعم مثل البنات ... إلعب بالكرة مثلنا.... رامي  نواعم .... وطبعاً كان لابد أن يسمع نفس هذه الكلمات العذبة من جون.
اااه يا حنان ... كم يكره رامي  هذه الفترة ...
أنا أعلم أنك تأخذين نفساً عميقاً الآن .... وأعتقد أن دموعك بدأت تتجمع في أمكان هطولها .... انتظري .. خبئيها .. فالأسوأ قادم.

مع بداية النضوج الجنسي بدأ رامي  يشعر أن هناك شيئاً ما ليس على مايرام ...
 كان يقول لنفسه أنت صبي يا رامي  صح؟
ـ صح ! ...
أنت ذكر صح؟
ـ صححح!! ...
من المفروض أن تنجذب للبنات صح؟؟
ـ صححححح!!! ...
هههه تذكرت الآن ترنيمة ـ إيه هو الصح وفين نلاقيه؟؟؟ لأن الصح وقتها لم يحدث!!... ووجد رامي  نفسه ينجذب للذكور بدل البنات .... وجد نفسه يشعر بتوتر جنسي مع الصبيان ... إنه لم يختر ذلك ... إنه لم يرد ذلك ... ولكنه ببساطة حدث رغماً عنه كما حدثت أول رمية له من على السرير....

تعليق 5:
البداية بالشعور بالتوتر وعدم الارتياح مع الذكور. بسبب عدم التوحد معهم في سن ما قبل البلوغ والتوحد مع الإناث بدلاً منهم. بعد ذلك يكون الجنس هو الحل السحري للتوتر!
ما الحل؟؟ الحل وجبة مغشوشة جديدة من الحب .. هذه المرة كانت الوجبة هي تفوق رامي  الدراسي ... قد تقولينـ هذا رائع! نعم هذا رائع ولكن ليس لتغطية مشكلة وزيادة إنكارها ... تفوق رامي  كانت الركيزة التي بنى قيمته عليها في ذلك الوقت ... وكان يهرب من مشكلة انجذابه الشاذ بأن يقولـ أنت أحسن من الكل! أنت أشطر من الكل! ستكبر وتدخل أحسن جامعة وحينها سيتغير موضوع انجذابك الجنسي!
وهكذا زاد الإنكار ... زاد الكبت ... زاد الكذب .. وزاد مع هؤلاء التآمر بين حساسية رامي  مع بيئة المنزل مع تفوق الدراسة وتميزها بشكل كبير.

تعليق 6:
الإنكار ، الكبت، التفوق ، الإمعان في الهوية المثلية أو القضية المثلية كلها تعيق التغيير

عام ألفين وواحد كان عاماً مختلفاً جداً ... في هذا العام نجح رامي  في الثانوية العامة وكان الأول على مدرسته بامتياز .. ومجموعه سمح له أن يدخل كل الكليات الأردنية . وترافق هذا العام بأهم حدث في حياة رامي ..
صوت بعيد خافت ..
ـ رامي  .. رامي .. أنا أحبك حقاً ...
ـ من أنت؟؟؟ أنا لا أستحق الحب ... اه نعم تحبني لأني شاطر ومتميز ....
ـ رامي  ... أنا أحبك دون أن تكون شيئاً ...
ـ من أنت؟؟؟؟؟
ـ أنا يسوع المسيح . تعال إلي..
واستجاب رامي  بسرعة ... أتى رامي  إلى المسيح في هذه السنة. وبدأ يسمع العبارات الطنانةـ المسيح يغيرك ... المسيح يشفيك .. المسيح يحررك ... فقط آمن ...
وااااااااو أخيراً وجد الحل ... وجد من يحبه حقاً .. وجد من يقدر أن يحرره ... وبدأ رامي  يصلي ويصلي ويصلي ويصلي... ويبكي ويبكي لمدة 5 سنوات متواصلة بعد ذلك ... ولكن!!! لم يحدث شيء ... أين المشكلة؟؟؟ رامي  يؤمن بأن المسيح يقدر ... ولكن لم يحدث شيء!! أين المشكلة؟؟؟ لا بد أن المشكلة عند رامي  ... لا.. إن المسيح لا يحبه .. لا المسيح لا يقدر .. لا... رامي  حقير ... لا .. لا ... لا ...
بدأ رامي  يكره الله ... مع أنه لم يعبر عن ذلك يوماً ... وبدأ يدمن المواقع الجنسية الإباحية ... بدأ يعيش الازدواجية ... فهو أمام الناس الصيدلاني المحترم .. وأمام الكنيسة الشاب المثالي الخادم ... وأمام نفسه ... الحقير!
وأتى عام الانفجار .. عام ألفين وستة. حين دخل رامي  موقعاً إباحياً لبنانياً للشباب الذين عندهم انجذاب مثلي ... والتقى بأحدهم ... وبعد صراع طويل حدث ما تفكرين به ...نعم لقد حدث...
إنها النهاية ... كنت أعيش مع الله خدعة ... الله نفسه خدعة ... أكره الله .. أكره الكنيسة ...
رامي  أنا أحبك حتى بعد أن سقطت ...
لااااا اسكت .. أنت خدعة.
قرر رامي  الابتعاد ... قرر الانفصال عن الله وعن الكنيسة ... وبدأ الإنكار يسقط ... ومع سقوطه بدأ أول شعاع نور يظهر من كومة الظلام التي غطت وبسماكة عشرين عاماً من حياة الشاب المسكين.
الشعاع بدأ مع وجدي  ... الذي كان الشخص الأول الذي وثق رامي  من حبه واهتمامه ... مع وجدي  دخلت معادلة جديدة وغريبة وعجيبة وغير مغشوشة...
أنت تعاني من مشكلة يا رامي  .. ولكنك محبوب ... أنت تعاني من مشكلة يا رامي  وكل منا يعاني من مشكلة مختلفة ... أنت أخطأت يا رامي  ... ولكنك ضحية أيضاً ... أنت سقطت .. ولكن الله يبكي من عرشه عليك ويرغب أن يعلمك القتال لا السحر!

بدأ مشوار التعافي مع وجدي  ودعمه بشكل كبير ...الدكتور أوسم من خلال كتبه ومراسلاته ... ولحبيب الفضل العظيم من خلال احتضانه وإصغائه وبكائه معي ... وديفيد من خلال تواصله الدائم ...

تعليق 7: الفضل الأعظم يكونه لعلاقة  قبول وحب واحتضان  أبوي (غير رومانسي وغير جنسي) خاصة إذا كان الجرح الأساسي من الذكورة قد أتى من الأب.
مشوار التعافي الذي ترافق مع خطوات وجلسات ومجهود وسهر .... وليس صلاة سحرية... ومع هذه الخطوات بدأ الانجذاب للبنات يتطور ...

تعليق 8: القتال لا السحر! عبارة رائعة تعبر عن أن التغيير لا يأتي كما نتصور دائماً في المنظومة الدينية .... التحرير من القيود ... صلاة ركعتين.... إخراج أرواح المثلية! أو السحر في المنظومة السلوكية أو الاجتماعية مثل: الزواج، الجنس مع نساء، مشاهدة نساء عاريات وغيره من الطرق السلوكية التي لا تعالج أصل الداء.

تعلم رامي  أن لغز الحياة يُحل بكلمة الألم ... تعلم رامي  أن الله يمشي معه هذا المشوار بدل من أن يمد عصاه السحرية ... يااااااه إنها طريقته منذ ألفي عام ... فهو لم يأمر الحجارة أن تتحول خبزاً مع أنه كان يستطيع .. لم يأمر بكلمة فتم خلاص البشر بل مشى طريق الألم بكل مافيه حتى الموت في الجلجثة مع أنه كان يستطيع أن يقول كلمة واحدة فتنتهي الحكاية.
تجربة رامي  علمته الكثير يا حنان ... علمته أن يؤمن بالناس ... علمته أن يقترب من البشر الذين يراهم الآخرون في أوضع مكانة .

تعليق 9: الإيمان بالناس والاقتراب من البشر مفتاح التعافي!

تجربة رامي  علمته معنى أن الله يحب ... وعلمته معنى أن يحب نفسه ويحب الآخرين بما تحمل هذا الكلمة من عمق البحار وارتفاع الجبال وضخامة الكون.

تعليق 10: محبة الله التي لا تجعلني أحب نفسي والناس (كل الناس)  ليست محبة إلهية حقيقية!

تجربة رامي  علمته أن التغيير ممكن ... حقيقي ... مؤلم .. طويل ....
تجربة رامي  علمته أن التعافي لا يحدث في ليلة ... وأن السقوط المتكرر لا يعني النهاية ... علمته أنه مع كل سقطة في ملعب الحياة يوجد أيادي كثيرة على مسرح الجمهور تصفق وتهتف انهض .. انهض .. انهض ...

التعليق 11: السقطات والنكسات ضروري أن تحدث ولكن التعامل مع النكسة هو الذي يصنع الفارق
ها هو الله يصفق في سمائه ... هاهو وجدي  يصفق من مصر ... هاهو حبيب يشجع من سوريا ... ها هو .. من؟؟ رااااااامي  أيضاً يشارك في التشجيع ... إنه الوحيد الذي يجلس مع الجمهور للتصفيق وبالوقت ذاته يصارع في الملعب.

التعليق 12: تشجيع النفس هام جداً
تجربة رامي  علمته أن يؤمن بأنه ضعيف ولكنه يقدر أن يفوز في المباراة بفضل جمهوره الرائع وأنه يقدر أن يتكلم ويتميز ويتفوق ليس فقط دراسياً.
والرائع أن هناك جائزة قيمة جداً جداً جداً وثمنها يفوق اللآلئ... هذه الجائزة هي أنت يا حنان ... إنك الجائزة التي سأحملها في قلبي وعلى صدري وبقربي في الجزء الباقي من معركتي والذي سنحاربه معاً حتى نكون مع حبيبنا في مجده إلى الأبد حين سيمسح كل دمعة بكيناها معاً على هذه الأرض.
وحتى يأتي ذلك الوقت أؤمن أنه سيمسح من خلالي وخلالك دموعاً كثيرة لناس تعاني على هذه الأرض ... مثليين ... زانيات ... مغتصبين ... متروكين ... هذه رسالتنا يا شريكة عمري.
سامحيني في الأوقات التي تشعرين بأنني صامت أو مكتئب ... في هذا الوقت أرجو أن تعلمي أن ذكريات الماضي تهاجمني ... وأنني أحتاجك أكثر من أي وقت مضى...
أنا الآن أغفر لأبي من كل قلبي .. لأنه ضحية مثلي .. ولأنني أدرك أن أبي الحقيقي قد غفر لي كثيراً .. وأن صفحتي أمامه بيضاء كالثلج ... منه تعلمت الغفران ... ويشرفني أن أقلده...
الغريب أنني في نهاية رسالتي الطويلة لم أعد أشعر بالخوف... بالعكس أنا أشعر أنني أكثر قرباً منك ...
معاً سنعيش ... لنكمل قصة رامي  وحنان .....
النهاية


 

الخميس، ٣١ ديسمبر ٢٠٠٩



خرجت للنور مؤخراً الترجمة العربية لكتاب هام للكاتب المسيحي فيليب يانسي الذي أحترمه كثيراً وفيها فقرة عن خبرته مع صديق شاب مثلي وها هي الفقرة التي يتكلم فيها عن هذا الشاب: 


وأفضى إلى شابُّ شاذُّ جنسيًّاب قصًّته شيئاً فشيئاً ، فى رسائل متتالية . فقد أمضى أكثر من عشر سنين ملتمسًا " شفاء " لتوجًّهه الجنسىَّ الشاذ ، مجرِّباً خدمات الشفاء الكاريزماتيِّتية ، ومجموعات الدعم المسيحيِّة ، والعلاج بالأدوية . حتى إنه خضع لنوع من العلاج التصحيحىِّ فيه عرِّض المعالجون النفسيون منطقته التناسُليِّة للصِّدمات الكهربائيِّة وهو يستجيب لصُور رجال مُثيرة . إلا أن أيا من هذه لم ينفع . ثُمِّ استسلم أخيراً لحياة مخالطةٍ مثليِّة مضطربة . وما يزال يكاتبنى بين حين آخر ، مُصرِّا على أنه يريد أن يتبع الله ولكنه يشعر بعدم الأهليِّة من جرّاء بليِّته المنكودة                                                                        (من كتاب " عندما لا تمطر السماء لفيليب يانسي ـ الناشر دار أوفير للنشر)


عندما قرأ أحد عملائي (أصدقائي) هذه الفقرة أرسل لي متخوفاً وقائلاً ما معناه " هل لا يوجد أمل؟ " مع أنه اختبر بنفسه التغيير. وإجابتي له ولكثيرين أنه لا يوجد أمل في مثل هذه النوعيات من العلاج التي تركز على السلوك سواء عن طريق المدرسة السلوكية من خلال أسلوب التنفير (الصدمات الكهربائية) فهذه العلاجات فشلت وتسببت في كراهية المثليين للعلاج وللطب النفسي. هذه الكراهية للطب النفسي متأصلة في حركة الدفاع عن المثليين التي بدأت بقوة في نهاية الستينات وبداية السبعينات وهاهو اقتباس من كتابي "شفاء الحب" يوثق لهذا


وفي الثالث من مايو 1971 وأثناء ندوتهم "العلمية" مع زملائهم الأطباء، خطف الأعضاء المثليون الميكروفون وأعطوه لأحد النشطاء المثليين المتجمهرين في الشارع حول مقر اجتماع الجمعية والذي صاح في الميكروفون قائلاً:

        الطب النفسي هو العدو المتربص بنا. لقد شن الطب النفسي حرب إبادة ضدنا. أيها الأطباء النفسيون، يمكنكم أن تعتبروا هذا
        بمثابة  إعلان حرب ضدكم.


وأيضاً لا حل في العلاجات الدينية سواء المسيحية (التي وصفها يانسي بالكارزماتية) التي تحاول "إخراج شياطين المثلية " من الجسد أو تصور أن العلاج سوف يأتي بطريقة سحرية معجزية عن طريق الصلاة لمدة دقيقة. أو بالطريقة الإسلامية التي نقرأها على النت من خلال " الوضوء وصلاة ركعتين لله" كل هذه العلاجات الدينية بالطبع لا تنجع في أغلب الأحيان. أنا بالطبع لا أنكر دور الروحانية في العلاج ولكن ليس بهذه الطريقة السحرية سواء المسيحية أو الإسلامية.

العلاج يا سادة نمو لأن المشكلة هي توقف في النمو والنمو يأخذ وقت. وقت في علاقة روحية حميمة مع الله ومع الناس ومع النفس. وهذا هو العلاج الذي نجح وينجح في كل الدنيا وسوف أرسل ليانسي هذا الكلام وأعرفه بطرق العلاج التي تنفع.

الصورة لي مع فيليب يانسي أثناء زيارته الأخيرة لمصر

السبت، ١٩ ديسمبر ٢٠٠٩

نتائج علاج المثلية في عامين




مناسبة مرور سنتين على تكثيف عملي مع الرجال الذين يعانون من ميول مثلية غير مرغوبة ويودون التغيير، أحب أن أنشر بعض الإحصاءات للتدليل على فاعلية العلاج وحقيقة التغيير. ربما لم أنشر إحصائيات من قبل بسبب أن قصر الفترة لن يعطي دلالة حقيقية للأرقام. أما الآن فبعد مرور سنتين يمكن أن تكون هناك أرقام دالة.
السنتان الأخيرتان
تميزت السنتان الأخيرتان (بسبب الإعلام) بتوافد عدد كبير من طالبي العلاج مقارنة بالسنوات الماضية فمنذ 1998 (بداية نشاطي في العيادة) حتى 2007 (9سنوات) أستطيع أن أقول أنني استقبلت حوالي 20- 30 مثلي (سوف أقول مثلي اختصاراً مع أني لا أحب هذا التعبير وأفضل أن أقول شخص لديه ميول مثلية غير مرغوبة) بينما من ديسمبر 2007 حتى ديسمبر 2009 (سنتان) قابلت حوالي 60 شخص !
النتائج
• عدد من هم مستمرون في العلاج حتى الآن (بعضهم جلسات فردية فقط ، وبعضهم جلسات فردية ومجموعة وبعضهم مجموعات فقط) يصل إلى 40 شخص من هؤلاء الستين.
• عدد من توقفوا عن الممارسات الجنسية (بالفعل وبالخيال والعادة السرية) لمدة سنة فأكثر وصل إلى 16 شخص
• عدد المتوقفين (بالفعل والخيال) لمدة 6-9 شهور وصل إلى 5 أشخاص
• بالنسبة للنمو الوجداني (القدرة على التعبير عن المشاعر والانفتاح للتواصل الوجداني غير الرومانسي وغير الجنسي مع الذكور من مثليين وغيريين ومواجهة جروح الماضي وصنع السلام مع أسرة المنشأ)
+++ (جيد جداً) 10 أشخاص
++ (جيد) 17 شخص
+ (مقبول) 15 شخص
_ (ضعيف) 18 شخص

النسب
- نسبة المستمرين في العلاج (40 من 60) 66.6 %
- نسبة المتوقفين سنة أو أكثر من المستمرين في العلاج (16 من 40) 40%
- نسبة الذين وصلوا إلى نضوج وجداني جيد جداً من المستمرين في العلاج (10 من 40) 25%
- نسبة من وصولوا لنضوج جيد (17 من 40) 42،5 %
ملاحظات
أولاً: هناك حالات نادرة من الأشخاص الذين توقفوا عن العلاج معنا ويواصلون العلاج والنمو والتبطيل مع أطباء آخرين أو في أطر أخرى للنمو أو بمفردهم ويزورونا من وقت لآخر وتصلنا أخبارهم

ثانياً: أغلب الأشخاص الذين حققوا نضوج وجداني جيدجداً هم أنفسهم الذين حققوا فترات تبطيل كبيرة إلا في بعض الحالات الاستثنائية حين يكون التبطيل لمدة طويلة والنضوج الوجداني جيد فقط أو مقبول أو العكس حينما يكون النضوج الوجداني جيد جداً وفترة التبطيل لم تصل للسنة بعد.

ثالثاً: بدأت نسبة غير قليلة من العملاء تذهب لبعض الأطباء والمعالجين من رابطة معالجي المثلية العرب أعضاء مدرسة متمم وهذا أمر مشجع جداً ونتمنى اتساع هذه الرابطة لتشمل العالم العربي كله.

الجمعة، ١١ سبتمبر ٢٠٠٩

من مذكرات مثلي متعافي.... ماقدرش أعيش تاني من غير نفسي




كتب عميلي التالي في مذكراته....

......على كل حال أنا خلاص بقى جوايا يقين رهيب إني مستحيل أرجع للمثلية... مش عشان ما بقيتش (لم أعد) مثلي، لأ.. عشان مش هاقدر تاني أعيش من غير نفسي! .... من غير روحي و لا حتى جسمي!



هذا الكلام حقيقي تماماً فالميول المثلية تنتج من الانفصال عن النفس والجسد وبالتالي محاولات سحرية لتحقيق هذا الاتصال المفقود من خلال الاتصال الرومانسي والجنسي بذكور آخرين. ولكون هذا النوع الاتصال يفشل في إعادة الإنسان إلى نفسه يظل يدور في دوائر مفرغة طوال العمر يبحث عن نفسه وعن جسده في نفوس وأجساد الآخرين فلا يجد نفسه ولا يجد الآخرين.


.... وحتى لو ربنا ما أردش إني أتعافى بشكل نهائي.. برضه مش حارجع تاني للمثلية.. صعب قوي نفرط في نفسنا بعد ما لقيناها وحسيناها وعشناها كمان!


هذا الكلام أيضاً حقيقي وواقعي. فلا يوجد شيء في هذه الحياة نهائي. التعافي النهائي غير موجود في هذه الحياة. من المثلية أو من الإدمان أو من الاكتئاب أو من مرض السكر أو زيادة نسبة الدهون في الدم أو الحساسية أو غيرها من الأمراض. سيظل هناك فينا نقاط ضعف علينا أن نراعيها في أكلنا وشربنا وعلاقاتنا. مدمن الخمر المتعافي يجب أن يتجنب الخمور طوال حياته. ومدمن المخدرات عليه أن يستمر في عدم الاتصال بأي مدمن ومريض السكر عليه لكي يعيش حياة أكثر صحة ولا يصاب بمضاعفات السكر أن يستمر طوال عمره في تعاطي الأنسولين ومراقبة أكله وشربه. وكذلك المصاب بارتفاع نسبة الدهون في الدم.
التعافي ليس أن نصبح بلا نقاط ضعف.وإنما أن نعيش حياة فعالة بالرغم من نقاط ضعفنا. التعافي من المثلية هو أن تتناقص الميول المثلية شيئاً فشيئاً حتى لا تكاد تذكر وتتنامى الميول الغيرية بشكل يكون "كافي" لإقامة حياة غيرية مشبعة مع شخص من الجنس الآخر وتكوين أسرة صحّية. والأهم من كل هذا أن "نجد أنفسنا الحقيقية ونعيشها" كما يقول صديقنا.


على فكرة الموضوع بالنسبة لي أصبح أكبر بكتير من كونه انجذاب مثلي أو أفكار جنسية شاذة!.... أنا المثلية بالنسبة لي أصبحت الموت بعينه! .... المثلية = مقبرة الحياة.



المثلية أحد أشكال الدفاعات والمحاولات السحرية التي نحاول بها الوصول لذواتنا الحقيقية. ستظل هذه الطرق الدفاعية موجودة بشكل ضعيف بداخلنا ونكون معرضين للعودة لها. لكننا عندما نجد ذواتنا الحقيقية ونعيشها من خلال العلاقات العميقة الصادقة مع الله والنفس والآخرين، من الصعب أن نعود للمزيف. صحيح أن التهديد يبقى قائماً لكنه يتناقص كلما عشنا حياة صحية.

هذه "الذات المزيفة" تشكل القشرة الميتة للبذرة والتي يشقها جنين البذرة لينبت نباتاً له جذر وساق وأوراق وأزهار. من الصعب بعد أن خرج النبات من قشرته أن يعود إليها وبعد أن ولد الطفل من رحم أمه أن يعود إليه مرة أخرى. صحيح أن التهديد يبقى قائماً لكنه يتناقص كلما عشنا حياة صحية جسدياً وفكرياً ووجدانياً وروحياً واجتماعياً.
كلما كبرت حياتنا خارج القشرة كلما صار أصعب الرجوع إليها.
ليست القضية إذاً هي "التوقف عن الممارسات المثلية" وإنما هي الحياة أكثر فأكثر بصورة صحية!

الخميس، ٢٠ أغسطس ٢٠٠٩

التوجه الجنسي


ما هو التوجه الجنسي
احتدم الجدل بين خبراء الجنسانية الإنسانية حول مفهوم التوجه الجنسي والجدل القائم هو في الأساس بين فريقين كبيرين: فريق الجوهريين الذين يرون أن التوجه الجنسي أمر جوهري ككون الإنسان إنساناً، وكما لا يستطيع الإنسان أن يكون أي شيء آخر غير إنسان، لا يمكن تغيير التوجه الجنسي. الفريق الآخر هو فريق التركيبيين الذين يرون أن كلمة "التوجه الجنسي" هي تركيبة لغوية لوصف حالة ليست جوهرية ولكنها متحركة وديناميكية.
ربما يكون من الدقة في هذا الصدد أن نفرق بين من يصفون توجههم الجنسي أنه مثلي ومن يتعبرون الجنسية المثلية هويتهم ويعرِّفون أنفسهم اجتماعياً وثقافياً وربما سياسياً أيضاً أنهم مثليون ويستخدمون لفظ "جاي"
وربما يكون من الأكثر دقة أن نفرق بين ثلاث فئات من البشر فيما يتعلق بالميل الجنسي
1) من لديهم انجذاب مثلي
وهم من اختبروا من قبل انجذاباً نحو نفس الجنس وربما يختبرون ذلك بشكل متفرق ومن الممكن أن يوجد لديهم بعض الإنجذابات للجنس الآخر. (وجد لومان في دراسته أن 6.2% من الرجال و 4.4 % من النساء أبلغوا عن اختبارهم انجذاباً مثلياً ولو مرة واحدة في حياتهم)
2) من لديهم توجه مثلي
وهم الذين إنجذابهم المثلي متكرر وثابت ومستمر (وهؤلاء من يمكن أن نسميهم أصحاب التوجه المثلي) ونسبتهم في دراسة لومان 2% من الرجال و0.9 % من النساء. (لاحظ الانخفاض الشديد للنسبة من الإنجذاب للتوجه)
3) من يعتبرون أنفسهم مثليو الهوية ويعتبرون أنفسهم "مثليين Gay ووجد لومان أن نسبتهم بين الرجال 2.8% وبين النساء 1.4% (وهذا فرق طفيف بين نسبة أصحاب التوجه إلى أصحاب الهوية، وأظن أن الفرق في الشرق سوف يكون أكبر. في الغرب، أغلب من لديهم توجه مثلي ثابت يتبنون الهوية المثلية، بينما أزعم من خلال خبرتي الإكلينيكة بين العرب، أن كثيراً من ذوي التوجه المثلي الثابت لا يقبلون أن يتبنوا الهوية المثلية)

تاريخ التشخيص الطبنفسي
في النسخة الأولى من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية االذي صدر سنة 1952 كان التوجه المثلي يعتبر في حد ذاته اضطراباً وكان يعتبر دليل على اضطراب الشخصية سواء كان من لديه هذا التوجه يشعر بالقلق والصراع أو لا يشعر. ثم في الستينات بدأت الجنسية المثلية في المجتمع تتحرك بعيداً عن كونها اضطراباً نفسياً، وهذا انعكس على الدليل التشخيصي فعندما ظهرت النسبة الثانية سنة 1968 اعتُبِرَت الجنسية المثلية اضطراباً منفصلاً وليس أحد الاضطرابات (أو الانحرافات) الجنسية وصُنِّف تحت طائفة "العُصاب" وهي طائفة تتميز بالقلق. ووصفت الحالة بأنها: "حالة الأشخاص الذين توجههم الجنسي أساساً نحو نفس الجنس وأنهم يشعرون بالقلق والصراع وأنهم يودّون تغيير هذا التوجه. "
وبالتالي من ميولهم الجنسية مثلية ولا يشعرون بالقلق أو الصراع لا يصنفون تماماً تحت أي فئة من فئات الدليل التشخيصي.
وفي سنة 1973 صوّتت الجمعية الأمريكية للطب النفسي لإزالة الجنسية المثلية كاضطراب من الدليل الأمريكي لتشخيص وإحصاء الأمراض النفسية ولم يكن هذا تحرك كبير عن الحال في 1968. ثم في النسخة الثالثة التي صدرت سنة 1980 تم إزالة مصطلح "اضطراب في التوجه الجنسي" ووضع تعبير "الجنسية المثلية غير المتوافقة مع الذات" وتشير إلى المثليين غير المتصالحين مع ميولهم المثلية
و في النسخة الثالثة الُمراجَعة التي صدرت سنة 1987 أزيل أي ذكر للجنسية المثلية من الدليل تماماً. وفي النسخة الرابعة التي صدرت سنة 1994 حدث تغيير طفيف في الكلام عن علاج التوجه الجنسي وأخيراً في النسخة المراجعة التي صدرت سنة 2000 تم وضع فئة بعنوان "اضطراب جنسي غير محدد " وهو يشير إلى الأشخاص الذي يعانون من ضغط نفسي شديد ومستمر بسبب توجههم الجنسي.

نلاحظ التغيير من 1952 إلى 2000 ففي الخمسينات كان من لديه توجهاً مثلياً يعاني من اضطراب حتى ولو كان متوافقاً مع توجهه المثلي وسعيد به. والآن أصبح من يصارع مع توجهه المثلي هو المضطرب. وهذا يعكس التغيير الذي طرأ على المجتمع الغربي فيقول جريجوري هرتد : "أن الجنس عندما انفصل عن الأسرة وعن الإنجاب وعن الأبوة والأمومة، أصبح المناخ الاجتماعي والثقافي مهيئاً لنمو ما يسمى بالهوية المثلية وقبول المجتمع لها. " وهذا ما يمكن أن نطلق عليه اختصاراً ـــ الثورة الجنسية!


"تغيير" التوجّه الجنسي
كما رأينا أصبح المشهد العلمي تدريجياً مضاداً تماماً لفكر تغيير التوجه الجنسي حتى ولو كان هذا هو طلب العميل أو هدفه الأساسي وذلك لاعتبار الغالبية العظمى من المعالجين (في الغرب وعدد متزايد الآن في الشرق) أن رغبة العميل في تغيير توجهه الجنسي ليست رغبة أصيلة فيه وإنما هي اختزانه لرفض المجتمع لتوجهه المثلي مما أدى إلى رفضه هو لتوجهه الجنسي و ربما لنفسه بصورة عامة. وبالتالي فإنه على المعالج (في رأيهم) أن يحرره من هذا الرفض ويساعده على قبول توجهه الجنسي المثلي. هذا الاتجاه بين المعالجين بالطبع نابع من إيمانهم بأن التوجه الجنسي أمر جوهري (مثل لون البشرة) وبالتالي فإنه إذا جاء عميل لمعالج يشكو من لون بشرته بالطبع فإن دور المعالج هو أن يساعده أن يقبل لون بشرته لا أن يغيره.




الموقف الديني
بالنسبة للعلاقة بين الرغبة في تغيير التوجه المثلي من المثلية إلى الغيرية والقناعة الدينية فهي علاقة معقدة. وهي في رأيي تتأثر بالموقف الديني للعميل. هل هو موقف سطحي أم عميق؟ هل موقفه الديني مجرد رغبة في إرضاء إله قوي باطش يكره المثلية والمثليين ويعاقبهم بأن يضعهم في النار إلى الأبد؟ في هذه الحالة فإن رغبته في تغيير الهوية هي بالفعل ملوثة إلى حد كبير باختزانه لرفض المجتمع ، وبالذات المجتمع الديني. أما إذا كان موقفه الديني هو جزء من رؤيته للعالم باعتبار أن هذا العالم مخلوق وأن هناك خالق محب مشيئته هي خير الخليقة ، وأن أسلوب الحياة المثلي ليس هو الأسلوب الأمثل للحياة في وجهة نظر هذا الخالق، في هذه الحالة سوف يكون منفتحاً ذهنياً لأن يعرف ما إذا كان هذا الأسلوب للحياة بالفعل مفيداً أم مضراً، وإذا أقتنع (متأثراً بالطبع برؤيته الدينية) أنه ليس أسلوباً مفيداً، عندئذ ستكون دافعيته للتغيير دافعية حقيقية نابعة من هويته وتوجهه الفكري والروحي.
ربما يحتج أحدهم قائلاً أن تفسيره ليس بالضرورة موضوعياً فهو كما قلت لتوك متأثر بوجهة نظره الدينية وإجابتي على ذلك هي: "نعم.. بالطبع" والحقيقة أنه لا توجد "موضوعية" مطلقة فرؤية الإنسان للحياة دائماً تكون متأثرة باستقباله الذاتي للأشياء، فالجوهريون مثلهم مثل التركيبيون تتأثر قراءتهم للحقائق المجردة (كالنتائج الرقمية للأبحاث) بتوجههم الفكري، أو إذا شئت، الديني. والمثال على ذلك واضح تمام الوضوح. هناك أكثر من 500 بحث نفسي يدلل على أن كل أشكال المرض النفسي أعلى بنسب دالة إحصائياً بين المثليين بالمقارنة بالغيريين. وأن نسبة انتشار فيروس نقص المناعة بين المثليين تفوق الغيريين بنسب كبيرة وهي الفئة الوحيدة في الغرب التي يتزايد بينها معدل انتشار الفيروس بالمقارنة بالفئات الأخرى الأكثر عرضة.
هذه حقائق مجردة لا يمكن إنكارها لكن "تفسيرها" يتحكم فيه التوجه الفكري ورؤية العالم لمن يقوم بالتفسير. فالجوهريون، الذين غالباً ما يتبنون رؤية علمانية للعالم، لا مكان فيها لما هو روحي أو فائق للطبيعة، يفسرون هذه الأرقام أنها ناتجة لاضطهاد المجتمع للمثليين، ومتى حدث القبول التام للمثليين سوف تتغير هذه الأرقام. هذا التفسير بالطبع ناتج من كونهم جوهريون. أي يؤمنون أن التوجه الجنسي لا يمكن تغييره، فما يجب أن يتغير في وجهة نظرهم هو المجتمع وذلك حتى تتغير هذه الأرقام وتصبح الحياة المثلية أقل خطورة. هذا الموقف مثلاً يشبه حركة الدفاع عن حقوق السود مثلاً. فحيث أنه لا يمكن تغيير لون جلدهم فعلى المجتمع أن يتغير ليقبلهم، وهذا ما حدث ويحدث لأن الموقف الجوهري هنا صحيح لا يمكن لأحد أن يعارضه.

أما التركيبيون، الذين غالباً ما يتبنون رؤية للعالم تفسح مكاناً لفكرة العالم الروحي والإله الخالق( الذي يفهم خليقته) و المحب المتدخل (المُغَيِّر) فيفسرون هذه الأرقام أنها ناتجة ليس فقط من رفض المجتمع وإنما أيضاً من طبيعة الحياة المثلية نفسها. وبالتالي يحترمون رغبة من يريد تغيير التوجه المثلي، بينما لا يحترمها من يتبنون الفكري الجوهري.

الموقف الحقوقي
الموقف الحقوقي السليم هو احترام رغبة وحرية الإنسان مهما اختلف أو اتفق معه إنسان آخر. للأسف عبر قرون عديدة لم يسمح المتدينون للمثليين بأي حقوق حتى حق الوجود أحياناً. هذا الموقف خلق حالة من "رد الفعل" جعلت كل من يؤمن بحقوق الإنسان وبالتعايش السلمي بين البشر المختلفين يتبنى أي وجهة نظر من شأنها إعطاء المثليين حقوقهم دون الالتفات كثيراً إلى الخلفية العلمية. ومع زاد الأمر حدّة للدرجة التي بدأ الكثيرون فيها يمارسون "اضطهاداً عكسياً" للمثليين غير الراغبين في مواصلة الحياة المثلية والمؤمنين بفكرة أن تغيير التوجه الجنسي ممكن وكذا اضطهاد والهجوم على المعالجين الذين يؤمنون بالفكر التركيبي واتهامهم بالاستغلال والتربح إن لم يكن بالهوموفوبيا وكراهية المثليين والمعاداة لحقوق الإنسان وهي التهم التي توازي، في هذا المعسكر، تُهَم الفسق والفجور ومعاداة الطبيعة الإنسانية التي يَتَّهِم بها المعسكر الآخر من المتدينين المثليين "الشواذ" وكل من يقبلهم ويحترمهم أو حتى يتكلم عنهم ويمنحهم حق "الوجود". ولله الحمد حصلت على نصيب وافر من كلا النوعين من التُهم ، وإلى اللقاء في مقالة قادمة.
أوسم وصفي

الجمعة، ٢٦ يونيو ٢٠٠٩

اليوم السابع

لم أكن أتوقع أن تكون صورتي يوماً ما مع هؤلاء العظماء



 
google-site-verification: google582808c9311acaa3.html