الخميس، ٣١ ديسمبر ٢٠٠٩



خرجت للنور مؤخراً الترجمة العربية لكتاب هام للكاتب المسيحي فيليب يانسي الذي أحترمه كثيراً وفيها فقرة عن خبرته مع صديق شاب مثلي وها هي الفقرة التي يتكلم فيها عن هذا الشاب: 


وأفضى إلى شابُّ شاذُّ جنسيًّاب قصًّته شيئاً فشيئاً ، فى رسائل متتالية . فقد أمضى أكثر من عشر سنين ملتمسًا " شفاء " لتوجًّهه الجنسىَّ الشاذ ، مجرِّباً خدمات الشفاء الكاريزماتيِّتية ، ومجموعات الدعم المسيحيِّة ، والعلاج بالأدوية . حتى إنه خضع لنوع من العلاج التصحيحىِّ فيه عرِّض المعالجون النفسيون منطقته التناسُليِّة للصِّدمات الكهربائيِّة وهو يستجيب لصُور رجال مُثيرة . إلا أن أيا من هذه لم ينفع . ثُمِّ استسلم أخيراً لحياة مخالطةٍ مثليِّة مضطربة . وما يزال يكاتبنى بين حين آخر ، مُصرِّا على أنه يريد أن يتبع الله ولكنه يشعر بعدم الأهليِّة من جرّاء بليِّته المنكودة                                                                        (من كتاب " عندما لا تمطر السماء لفيليب يانسي ـ الناشر دار أوفير للنشر)


عندما قرأ أحد عملائي (أصدقائي) هذه الفقرة أرسل لي متخوفاً وقائلاً ما معناه " هل لا يوجد أمل؟ " مع أنه اختبر بنفسه التغيير. وإجابتي له ولكثيرين أنه لا يوجد أمل في مثل هذه النوعيات من العلاج التي تركز على السلوك سواء عن طريق المدرسة السلوكية من خلال أسلوب التنفير (الصدمات الكهربائية) فهذه العلاجات فشلت وتسببت في كراهية المثليين للعلاج وللطب النفسي. هذه الكراهية للطب النفسي متأصلة في حركة الدفاع عن المثليين التي بدأت بقوة في نهاية الستينات وبداية السبعينات وهاهو اقتباس من كتابي "شفاء الحب" يوثق لهذا


وفي الثالث من مايو 1971 وأثناء ندوتهم "العلمية" مع زملائهم الأطباء، خطف الأعضاء المثليون الميكروفون وأعطوه لأحد النشطاء المثليين المتجمهرين في الشارع حول مقر اجتماع الجمعية والذي صاح في الميكروفون قائلاً:

        الطب النفسي هو العدو المتربص بنا. لقد شن الطب النفسي حرب إبادة ضدنا. أيها الأطباء النفسيون، يمكنكم أن تعتبروا هذا
        بمثابة  إعلان حرب ضدكم.


وأيضاً لا حل في العلاجات الدينية سواء المسيحية (التي وصفها يانسي بالكارزماتية) التي تحاول "إخراج شياطين المثلية " من الجسد أو تصور أن العلاج سوف يأتي بطريقة سحرية معجزية عن طريق الصلاة لمدة دقيقة. أو بالطريقة الإسلامية التي نقرأها على النت من خلال " الوضوء وصلاة ركعتين لله" كل هذه العلاجات الدينية بالطبع لا تنجع في أغلب الأحيان. أنا بالطبع لا أنكر دور الروحانية في العلاج ولكن ليس بهذه الطريقة السحرية سواء المسيحية أو الإسلامية.

العلاج يا سادة نمو لأن المشكلة هي توقف في النمو والنمو يأخذ وقت. وقت في علاقة روحية حميمة مع الله ومع الناس ومع النفس. وهذا هو العلاج الذي نجح وينجح في كل الدنيا وسوف أرسل ليانسي هذا الكلام وأعرفه بطرق العلاج التي تنفع.

الصورة لي مع فيليب يانسي أثناء زيارته الأخيرة لمصر

هناك تعليق واحد:

حلم عميق يقول...

دكتور اوسم العزيز

رغم ان كلمه الكاريزماتيتية هذه اخذت مني تعبا ً ومشقه لفهمها ولكن لا يهم

فانا واحد والحمد لله ألمس التغيير بيدي اشعر به واحلم به في صباح ومساء كل يوم ولكن السماء لا تمطر اللا واذا طلبت المطر من الله .. والحمد لله
بدأت احس فائدة الصلاه ولكن مع التغيير واكتشفت دورها الفعلي في احساسي بالطمأنينة والامل

فانت معك حق

تغيير + صله بالله = نجاح

وكلاهما مهم لا غني عنهما الاثنين ولا يستطيع احدهما بالاستغناء عن الاخر

طبعا انا دايما احب النقد معاك بالذات في موضوعاتك التي تحتاج الي فكر

شكرا ليك

 
google-site-verification: google582808c9311acaa3.html