الخميس، ٦ نوفمبر ٢٠٠٨

سؤال وجواب


عزيزى أوسم
لقد قرأت رومية الاصحاح الاول وقد وجدت فيه ادانة شديدة للمثلين ووصم ورفض من الله ، بشكل يتعارض مع نعمته الواضحة فى الانجيل وقبوله الواضح للخطاة أيا كانت خطيتهم وتفهمه لمعاناتهم وانحيازه لهم . إنها رسالة قاسية جدا على الذين يعانون من المثلية ، وكفيلة بان توتر العلاقة بينهم وبين الله ، كيف ترى انت هذه الايات ؟
عزيزي إميل
رسالة رومية ليست إدانة للمثليين ولا للخطاة عموماً. إنها إدانة للخطية بكل أشكالها ومنها الممارسات المثلية.
غضب الله معلن من السماء على جميع "فجور" الناس وإثمهم . الله غاضب على الإثم والفجور ليس الأثمة ولا الفجار. الله يحب الأثمة والفجار لأنهم بشر مخلوقون على صورته ولا شيء سوف يغير ذلك.
1) الله غاضب على كل أنواع الإثم والفجور على حد سواء وليس للمثلية وضع خاص.
2) الخطية الوحيدة والأساسية ليست المثلية ولا غيرها. الخطية هي عدم معرفة الله
" لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإله بل حمقوا في أفكارهم وأظلم فكرهم الغبي." (عدد 21) و " لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم." (عدد 28)
هذه هي الخطية. رفض الله وتركه . هذا يُحدِث إظلاماً في القلب، عندما يرفض الإنسان الله يظلم عقله و لا يملك الله أمام إصرار الإنسان على تركه إلا أن يتركه لنفسه وذهنه المظلم فالله يحترم حرية الإنسان ويتركه لاختياراته إذا أصر عليها.

3) ثم يتكلم عن مظاهر هذا الرفض وأولها:
ـ الوثنية "أبدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الإنسان الذي يفنى والطيور والدواب
والزحافات.
ـ النجاسة (الإباحية الجنسية بكل أشكالها)
ـ أهواء الهوان shameful lusts (الشهوات الجنسية غير الطبيعية التي تؤدي إلى الخزي
والهوان) ومن هذه الشهوات الجنسية غير الطبيعية التي تؤدي للهوان، الشهوات
والممارسات المثلية.
وكل من عاش الحياة الإباحية عموماً سواء مثلية أو غيرية يعرف هذا الهوان. ومن أمثلة "أهواء الهوان" هذه، السادية والماسوكية، والتلصص والتحرش والاستعراض وغيرها من أنواع الشذوذ الجنسي المختلفة الموجودة بين الغيريين والمثليين. المشكلة في المثلية هي أن نسبة الإباحية وتعدد العلاقات بها أكثر من الغيرية ففي دراسة مسحية عن التنظيم الاجتماعي للجنس في الولايات المتحدة كان متوسط عدد الشركاء الجنسيين طوال العمر 50 شريك جنسي بين المثليين، بينما كان العدد بين الغيريين 4 فقط.
ثم يقول: "نائلين في أجسادهم جزاء ضلالهم المحق" ــ راجع النتائج السلبية الكثيرة للممارسات الجنسية الإباحية مثل الأمراض المنقولة جنسياً، وبالنسبة للمثلية نجد انتشار الجنس الشرجي وأضراره المختلفه ( صحيح أنه ليس كل المثليين يمارسون الجنس الشرجي ولكن نسبة كبيرة منهم تصل إلى 65% يمارسونه وصحيح أن الغيريين يمارسون أيضاً الجنس الشرجي بين الرجل والمرأة لكن نسبته أقل بكثير فهي فقط 9% بين الغيريين بحسب نفس الدراسة السابقة)
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الجنس الشرجي بين الرجل والمرأة يقع تحت أهواء الهوان أيضاً لأنه مضر بالمرأة.

وبعد ذلك يترك الخطايا الجنسية ويعدد باقي الخطايا فيقول:
" مملوئين من كل إثم وزنا وشر وطمع وخبث، مشحونين حسداً وقتلاً وخصاماً ومكراً وسوءاً، نمامين، مفترين، مبغضين لله، ثالبين، متعظمين مدعين، مبتدعين شروراً، غير طائعين للوالدين، بلا فهم ولا عهد ولا حنو ولا رضى ولا رحمة.

المشكلة يا إميل هي أننا لا نفصل بين أشياء ينبغي الفصل بينها و نفصل بين أشياء لا ينبغي الفصل بينها
أولاً: لا ينبغي الفصل بين أنواع الخطية المختلفة فكلها معاً دائماً و لا تدان خطية أكثر من خطية ولا يوجد في المسيحية مفهوم "الكبائر" ـ في واقع الأمر المسيحية فيها كبيرة واحدة وهي "عدم الإيمان" ورفض الله والتي هي الخطية الحقيقية التي تنبثق منها مظاهر متعددة.
ثانياً : ينبغي الفصل بين
1) الميول المثلية والممارسات المثلية (الإدانة دائماً للممارسات)
المثلي هو الذي لديه ميول مثلية و ليس هو الذي يمارس الجنس مع الرجال فهناك مثليون لا يمارسون الجنس مع الرجال، كما أن الغيريين يمارسون أحياناً الجنس مع نفس الجنس لأسباب مختلفة (مساجين أو في الجيش بسبب الابتعاد عن النساء، مدمنون للحصول على المال، إدمان شديد للجنس وعدم القدرة للحصول على نساء، المصابون بداء إدمان الجنس مع الأطفال، الخ) هذا مع الوقت يجعلهم يتحركون على متصل الميل الجنسي فيصبحون مثليين أو مزدوجي الميل.

2) المثليون الذي يقبلون ميولهم المثلية ويعتبرونها هويتهم (وأحياناً قضيتهم) والمثليون الذي يرفضون الحياة المثلية.

3) المثليون غير المؤمنين الذين يرفضون الله والمثليون الذين يقبلون الله ويخضعون له.

لقد رأيت أن أنشر هذا الرد على المدونة ليقرأه مثليون مسيحيون آخرون. أنا لا أستطيع تقديم دراسة إسلامية لأني غير مسلم وبالتالي درست التفسير واللاهوت (الفقه) المسيحي فقط. لكني أشجع القراء من المسلمين أن يجتهدوا في شرح النصوص الإسلامية أو يسألوا أخرين لديهم التدريب المناسب.

هناك ٥ تعليقات:

emil assad يقول...

شكرا يا اوسم على الاجابة الواضحة والوافية ، عندما تقوم بتفسير ايات من الكتاب المقدس تفسرها بروح الانجيل التى لا تحمل ادانة ولوم ، وبمفهوم النعمة ، فتأتى متناغمة مع صلاح الله وامانته وتمنح امل فى التغيير والسلام مع الله .
اميل

عُمر يقول...

المشكلة يا إميل هي أننا لا نفصل بين أشياء لا ينبغي الفصل بينها ونفصل بين أشياء ينبغي الفصل بينها

"موش فاهم الجملة!!"

طب مشكلة إزاي ؟

عُمر يقول...

"الخطية هي عدم معرفة الله "

فعلاً ..

نفسي أعرف الله

Dr. Awsam Wasfy يقول...

معك حق يا عمر. هناك خطأ في الجملة وقد أصلحته
لا نفصل بين أشياء ينبغي الفصل بينها
ونفصل بين أشياء لا ينبغي الفصل بينها
شكراً على الملاحظة

jonoon 3aqel يقول...

جميل ما قرأته..بالرغم من أني مسلم إلا أن هذا لا يمنعني من الأستفادة..
أشكرك د.أوسم على هذا الطرح..و على الجهد الملحوظ الذي تقدمه...
سعيد أيضا بأني صدفت هذه المدونة..أتمنى أن أجد أجابات على أسألتي..التي سأسألها حين الوقت الوقت المناسب :)

لك تحياتي
Maybe Soon

 
google-site-verification: google582808c9311acaa3.html