سائرون جدد على درب التغيير

هذا الأسبوع حقق السائرون على درب التغيير عدة إنجازات

* أولاً حقق أحد السائرين لأول مرة ثلاث شهور كاملة من التوقف عن الممارسات المثلية بالفعل أو بالخيال وهذه الشهور الثلاثة في منتهى الأهمية والقيمة لأنه قضى حوالي ثلاث سنوات لكي يستطيع أن يحقق هذه الشهور الثلاثة قام ووقع وقام مرة ثانية!

* ثانياً بقىت أربعة أيام ويحقق سائر آخر سنة كاملة من التوقف عن الممارسة والتفكير في الجنس المثلي وبدأ يلاحظ بداية إنجذاب للجنس الآخر (بدأت أرى البنات بطريقة مختلفة بعد أن توقفت عن الجنس المثلي لهذه الفترة الطويلة لأول مرة في حياتي). هذا السائر فعل شيئاً آخر مهماً لم يفعله غيره إلا ثلاثة أو أربعة من حوالي خمسين شخص يميلون لنفس الجنس رأيتهم خلال السنوات القليلة الماضية وهو أنه أخبر أهله ووقفوا معه وقبلوه وشجعوه على التغيير وهذا في رأيي سبب هام لاستطاعته التبطيل لسنة كاملة. من المثير للاهتمام أيضاً أنه حقق هذه السنة بلا سقوط واحد. جائني منذ حوالي سنة يسأل عن إمكانية التغيير وقضى معي ثلاث جلسات ثم انقطع عن الجلسات الفردية وواظب على المجموعة. ومنذ ذلك الحين وهو منقطع عن أسلوب الحياة المثلي. بعد أربعة أيام يكمل سنة كاملة.

* ثالثاً: سائر ثالث حذا حذو الثاني ويكمل خلال أيام سبعة شهور من التوقف عن أسلوب الحياة المثلي (هو الإنسان الجديد الذي يتجدد!) بنفس طريقة الثاني، منذ أن زارني في العيادة في يوليو الماضي وهو متوقف. هو أيضاً يتكلم عن اختلاف شعوره نحو الجنس الآخر.

* رابعاً: السائر الأول في درب التعافي (له معي الآن عشرة سنوات) سوف يكمل بعد ستة شهور سنته الرابعة من الخروج من أسلوب الحياة المثلي (سقط خلالها سقطة واحدة منذ سنتان عندما كان خارج البلاد في ظروف صعبة). هذا السائر له الآن ثلاث سنوات ونصف متزوج ويعيش حياة غيرية سوية. بالأمس في المجموعة استرجع مع الثاني ذكريات (أول سنة تبطيل) وتذكر كيف بدأ يحب النظر للبنات أطول بعد أن كان لا يلاحظهن في الشارع!

من هذه القصص نستخلص التالي (وهو المتوافق مع قصص التعافي المماثلة في باقي أنحاء العالم)

1) التوقف عن أسلوب الحياة المثلي بالفعل والخيال لفترة طويلة (من ستة شهور إلى سنة) يؤدي إلى بداية تنامي الميول الغيرية (نحو الجنس الآخر)
2) تبدأ الميول نحو الجنس الآخر باختلاف في الشعور تجاههم، ثم إمكانية مصداقة الفتيات بطريقة مختلفة، ثم انجذاب عاطفي نحوهن ثم بعد ذلك تبدأ إمكانية الإنجذاب الجنسي. لا ينجذب المثليون المتعافون للنساء كما ينجذب الغيريون. ولكن لهم طريقتهم التدريجية العاطفية أكثر من الجنسية في الكثير من الأحيان.
3) يقضي بعد المثليين ربما سنوات طويلة لتحقيق فترة تبطيل محترمة (تبدأ من ثلاث شهور) بينما البعض الآخر ربما يستطيع تحقيق هذه الفترة مباشرة وهذا راجع لعوامل أخرى عادة ما تكون مصاحبة للإنجذاب المثلي وهي التي تجعل التعافي أكثر صعوبة في بعض الحالات وهي "الاعتمادية وإدمان العلاقات العاطفية" أو " إدمان الجنس" أو "الاكتئاب". هذه الحالات المصاحبة هي التي تجعل طريق التعافي يطول عند البعض أكثر من البعض الآخر.
من المشكلات التي تواجه أغلب المثليين وتعرقل مسيرتهم في طريق التعافي، الدعاية المثلية التي تقول أنه لا فائدة في التغيير وأن المثلي مولود هكذا. هذه الدعاية بالإضافة إلى صعوبة الطريق تجعل الكثيرون ييأسون ويتركون الطريق. أيضاً عدم الالتزام والاحتفاظ بعلاقات رومانسية أو جنسية أو حتى صداقة قريبة مع مثليين لا يسيرون في طريق التعافي يؤخر الكثيرون.

لكن هؤلاء السائرون الأربعة (وغيرهم) ثبتوا وجوههم كالحجر الصوّان نحو هدف أرادوه أكثر من حياتهم نفسها فحققوا هذه المسافات في الطريق.
لكن الطريق لا يزال طويلاً ومهما توقفنا أو حتى وقعنا، يمكننا أن نقوم ونعاود المسير.
هذا الطريق صاعد وصعب لكن سوف يأتي وقت يصير الطريق أقل صعوبة.
في النهاية أختم بعبارة قلتها بالأمس في المجموعة

ليس الوصول فقط هو الجميل. المسيرة أيضاً جميلة.
* مع الله الذي يحبنا سواء تغيرنا أو لم نتغير
* ومع بعضنا البعض، نضحك ونبكي ونواجه ونتألم. نقوم ونقع ونمد أيادينا لبعضنا البعض.
* ومع أنفسنا وقلوبنا ومشاعرنا سواء كانت مؤلمة أو مُسِرّة. مع ماضينا مهما كان نواجهه ونتجاوزه ونصنع من أشلاءه مستقبلاً أفضل.

معاً نستطيع!